بحث

الخميس، 13 فبراير 2020

حقيقة عيد الحب 14 فيفري وحكم الإسلام في ذلك

حقيقة عيد الحب 14 فيفري وحكم الإسلام في ذلك




يسود في هاته الأيام جو من الفرح واللهو وربما تحضير الهدايا لإحياء ذكرى غالية على قلوب المراهقين بصفة خاصة ألا وهي 14 فيفري (عيد الحب)، اقتداءا بالعالم الغربي، واتباعا لأهواء النفس بدون النظر إلى حكم الإسلام في ذلك، ولهذا فقد حاولت بقدر المستطاع أن أبين مايقع فيه الشباب والمراهقين في يوم 14 فيفري من كل سنة، وماهي حقيقة أو قصة هذا اليوم؟ مع تبيان حكم الشرع الإسلامي في ذلك.

حقيقة عيد الحب 14 فيفري

في سياق الحديث عن هذا اليوم الذي لا يفصلنا عنه سوى يوم يقال أن أصل عيد الحب يرجع إلى أن الرومان كانو يحتفلون بعيد يسمى لوبركيليا في 15 فيفري من كل سنة، وفيه عادات وطقوس معينة كانوا يقومون بها، والتي من بينها تقديم القرابين لآلهتهم المزعومة، بزعمهم أنها سوف تحمي مراعيهم من الذئاب، حيث يوافق هذا اليوم عندهم عطلة الربيع؛ لأن حسابهم للشهور كان يختلف عن الحساب الموجود حاليا، لكن في القرن الثالث ميلادي حدث أن تم تغيير هذا اليوم في روما ليصبح 14 فيفري.

وقد كان في تلك الفترة الدين النصراني في بداية نشأته، وكان يحكم الإمبراطورية الرومانية الإمبراطور كلايديس الثاني، الذي حرم الزواج على الجنود حتى لا يشغلهم عن خوض المعارك والحروب، لكن ماحدث هو أن القديس فالنتين تصدى لهذا الحكم، وأمر بأن يتم عقد الزواج سرا، لكن سرعان ما اتضح الأمر وحكم عليه بالإعدام، لكن ماجرى هو أنه قبل إعدامه وفي سجنه قد وقع في حب ابنة السجان، وكان سرا لأنه يحرم على القساوسة والرهبان في شريعة النصارى الزواج وتكوين العلاقات العاطفية والحب، وقد حدث أن شفع له لدى النصارى ثباته على النصرانية؛ حيث قدم له عرض من الإمبراطور بأن يعفو عنه بشرط أن يترك النصرانية ويعبد آلهة الرومان ويكون من المقربين للإمبراطور وصهرا له، إلا أن فالنتين قابل ذلك بالرفض وآثر النصرانية، وهذا ما أدى إلى تنفيذ حكم الإعدام عليه يوم 14 فيفري سنة 270 ميلادي، أي ليلة 15 فيفري عيد لوبركيليا، وبالظبط من هذا اليوم أطلق عليه القديس.

وبعد عامين من انتشار النصرانية في أوروبا وأصبحت لها سيادة تغيرت عطلة الربيع، وأصبح بوم 14 فيفيري اسمه عيد القديس فالنتين إحياءا لذكرى إعدامه؛ لأنه فدى نفسه في سبيل النصرانية وقام برعاية المحبين، وهذا ماجعل من طقوس ذلك اليوم تبادل الورود الحمراء، والبطاقات الحمراء التي بها صور كيوبيد الممثل بطفل له جناحين يحمل قوسا ونشابا، وهو ما يعرف بإله الحب لدى الرومان الذي كانوا يعبدونه من دون الله.

لكن قد تختلف الروايات حول هذا اليوم لكنها تبقى تدور حول نفس المعنى ونفس الحقيقة، فهذه هي أصول وحقائق الإحتفال بهذا اليوم الذي يعظمه كثير من شبابنا ومراهقينا اليوم، وربما أنهم لا يدركون كل هذه الحقائق.

ما حكم الشرع حول عيد الحب؟


بما أن عيد الحب هو عيد روماني جاهلي، واستمر الإحتفال به حتى بعد دخول الرومان في النصرانية، والذي ارتبط بالقديس فالنتين الذي تم إعدامه يوم 14 فيفيري 270 ميلادي، وتقديم الهدايا في هذا اليوم وتشييع الفاحشة والمنكر فإنه لا يجوز للمسلم أن يحتفل بأي عيد من أعياد الكفار، لأن الموافقة في إحياء العيد موافقة في الكفر، فالأعياد من أهم ماتتميز به الشرائع، لقوله تعالى: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)، وقال أيضا: (لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه)؛ كالقبلة والصلاة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد، وبين مشاركتهم في سائر المناهج. فلا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا)، ولما قدم عليه الصلاة والسلام إلى المدينة فقد وجد أن لديهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ماهذان اليومان؟ قالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر) والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود.

وهذا ما يثبت بأن العيد من الخصائص التي تتميز بها الأمم، وبالتالي فلا بجوز الإحتفال بأعياد الجاهليين والمشركين.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق